صحف عريقة تصف الهلال بـ«المشروع الكروي العالمي»

صحف عريقة تصف الهلال بـ«المشروع الكروي العالمي»

لاقت مشاركة الهلال السعودي في كأس العالم للأندية 2025، أصداء واسعة تناقلتها أبرز الصحف العالمية من ريو دي جانيرو إلى مدريد ولندن؛ حيث اتفقت التغطيات على أن «الزعيم» لم يكن مجرد ممثل آسيوي تقليدي، بل كان فريقاً منافساً يملك هوية فنية واضحة، يجمع بين الجودة الفردية والانضباط الجماعي، ويملك عناصر قادرة على التألق في أقوى المواجهات.

في البرازيل، نشرت «غلوبو سبورت» تقريرها بعنوان: «فلومينينسي 2 × 1 الهلال كأس العالم للأندية»، ووصفت فيه الفريق السعودي بأنه خصم عنيد أحرج بطل كوبا ليبرتادوريس حتى اللحظة الأخيرة.

أما «لانس» فافتتحت تغطيتها المباشرة بعنوان: «صافرة النهاية: فلومينينسي يهزم الهلال 2-1»، مشيدة بالأداء التنظيمي للهلال، وبمحاولات العودة المتكررة بقيادة المدرب سيموني إنزاغي.

من جهتها، ركزت «يو أو إل» على أن الهلال سبق أن أطاح بمانشستر سيتي في دور الـ16، ووصفت ذلك بأنه «لحظة مفصلية في البطولة»، معتبرة أن الفريق يملك مشروعاً متكاملاً.

وحفلت التغطيات بتوصيفات تعبّر عن الاحترام الكبير لما قدمه الهلال، إذ وصفته التقارير البرازيلية بأنه يملك تنظيماً تكتيكياً عالي المستوى، وقدرته على مجاراة الإيقاع اللاتيني.

الصحافة الإسبانية تفاعلت بقوة مع اللقاء، حيث كتبت «ماركا» عنواناً يقول: «قوة هيركوليس تضع فلومينينسي في نصف النهائي وتنهي الحلم السعودي»، لكنها نوّهت إلى أن الهلال ظهر نداً قوياً، خصوصاً عبر تحركات ليوناردو ومالكوم.

أما «آس» فعنونت: «بونو يسقط أمام هيركوليس»، معتبرة أن الحارس المغربي قدم مباراة كبيرة رغم الهدف الثاني، وأشادت بتأثير سافيتش في خط الوسط، ووصفت تحركاته بأنها منحت الفريق السعودي بعداً تكتيكياً أوروبياً.

في بريطانيا، كتبت «الغارديان» أن الهلال «أثبت قوته أمام مانشستر سيتي، وأظهر أنه ليس نادياً عابراً بل هو مشروع طويل الأمد»، بينما علّقت «بي بي سي» بعنوان: «الهلال يتسلق إيفرست… وسيتي يواجه علامات استفهام»، وأبرزت مشاركة ثمانية لاعبين سعوديين بوصفها أساساً في الإنجاز، معتبرة ذلك تحولاً نوعياً في مستوى اللاعب المحلي.

كنو خلال مباراة فلومينينسي الأخيرة (أ.ف.ب)

وفي إيطاليا، نقلت «لا غازيتا ديللو سبورت» عن سيموني إنزاغي بعد لقاء فلومينينسي قوله: «لم ننهار، كنا نعرف صعوبة المواجهة، وفخور بأداء اللاعبين حتى النهاية». الصحيفة نفسها رأت في الهلال نموذجاً ناجحاً لدمج الخبرة العالمية مع العناصر الشابة، بينما وصفت «بيلد» الألمانية الفريق بأنه «ريال مدريد آسيا»، مشيرة إلى أن المال ليس وحده ما يميزه، بل نوعية الصفقات واستقرار الإدارة.

وكان ماركوس ليوناردو في قلب التغطيات بعد هدفه ضد فلومينينسي، إذ كتبت «ماركا» أن «اللاعب البرازيلي انتقم رياضياً من مواطنيه بهدف عالمي أربك الدفاعات»، فيما وصفت «آس» هدفه بأنه «انعكاس لهدوء مهاجم يعرف كيف يتحرك داخل الصندوق».

أما «غلوبو» فأشارت إلى أنه «أثبت نفسه نقطة ضوء في منظومة الهلال رغم الخسارة»، و«لانس» وصفته بـ«القاتل الصامت» الذي يعرف متى يضرب.

وفي المقابل، أبرزت صحيفة «ليكيب» الفرنسية صمود الهلال أمام فلومينينسي، مشيرة إلى أن الفريق البرازيلي احتاج إلى هدف في الشوط الثاني لحسم بطاقة التأهل، فيما نقلت عن المدرب سيموني إنزاغي قوله بعد اللقاء: «أنا فخور بالفريق، قاتلنا حتى النهاية».

أما صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فركزت على هدف ماركوس ليوناردو، واصفة إياه بأنه لحظة البطولة بلا منازع، مؤكدة أن الهلال أثبت أنه أكثر من مجرد مفاجأة عابرة، لكنه واجه صعوبة في مجاراة النسق البرازيلي السريع.

صورة الهلال في الصحافة العالمية لم تعد مجرد مفاجأة مؤقتة، بل تحولت إلى إقرار جماعي بأن كرة القدم السعودية تخطت حدود التجربة، واقتربت من الثبات في المشهد العالمي. وبين جيل صاعد ومدرب محنك، بدا أن مشروع الهلال لا يستهدف لقباً عابراً، بل مكانة دائمة في نادي الكبار العالمي.