
تراجعت صفقات الاستحواذ والاندماج عالميًا خلال الربع الثاني من عام 2025 إلى أدنى مستوياتها في عشر سنوات، باستثناء فترة جائحة كوفيد-19، في ظل تصاعد حالة عدم اليقين التي غذتها تعريفات “يوم التحرير” التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما دفع كبار المديرين التنفيذيين إلى تجميد خطط التوسع.
وأظهرت بيانات “مجموعة بورصة لندن” أن عدد الصفقات المُعلنة بين أبريل ويونيو بلغ نحو 10,900 صفقة فقط، وهو مستوى لم يُسجل منذ بداية عام 2015، باستثناء الربع الثاني من 2022 عندما أوقفت عمليات الإغلاق العالمية حركة الأسواق.
بينما كانت التوقعات تشير إلى موجة استحواذات مع تقلص القيود التنظيمية في ظل إدارة محافظة، جاءت التطورات الجيوسياسية لتقلب المشهد.
فقد تسببت التعريفات الأمريكية الواسعة النطاق، إضافة إلى التوترات في الشرق الأوسط، في زعزعة الأسواق، ما دفع مجالس الإدارة إلى اتباع نهج أكثر حذرًا، حسب ما نقلته صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
ورغم ذلك، ظلت القيمة الإجمالية للصفقات مستقرة عند 969 مليار دولار، مدعومة بعدد محدود من الصفقات العملاقة، مثل استحواذ “كوكس” على “تشارتِر كومينيكيشنز” مقابل 35 مليار دولار، وصفقة شراء أكبر وحدة تابعة لـ”تويوتا” مقابل 33 مليار دولار، واستحواذ “أدنوك” على “سانتوس” الأسترالية بـ24 مليار دولار.
لكن على الجانب الآخر، تراجعت صفقات الأسهم الخاصة بشكل كبير، حيث انخفض عددها من 2,500 صفقة في الربع الأول إلى نحو 1,850 في الربع الثاني، في ظل صعوبة تقييم الأصول نتيجة الغموض الاقتصادي والتضخم وتقلب سعر الدولار.
يشير خبراء مثل ينس فيلتر من “سيتي جروب”، إلى أن التركيز انتقل نحو صفقات الاستحواذ على الشركات العامة أو بيع الأصول غير الأساسية، مثل استحواذ “كيه كيه آر” على “سبيكتريس” أو بحث “بي بي” في بيع “كاسترول”.
وتُدار هذه الصفقات حالياً بهياكل أكثر تعقيداً، تتضمن آليات مرحلية وشروط مؤجلة لتقليل المخاطر.
رغم التباطؤ، يرى بعض المحللين بارقة أمل مع استقرار الجغرافيا السياسية، حيث قال أوليفر سميث من “ديفيس بولك”: “نشهد تراكمًا في الطلب، وحالما تعتاد الشركات على الغموض، سيعود النشاط تدريجيًا”.