نظرة فاحصة شاملة على ألعاب القيادة والسباق منذ سبعينيات القرن الماضي وحتى الآن – الجزء الثامن
نستكمل مقالتنا
Road & Track Presents: The Need for Speed 1994
أتاحت هذه اللعبة تجربة قيادة واقعية لثمانية سيارات رياضية مرخّصة على ثاث حلبات مقسّمة إلى نقاط بداية ونهاية، مع إمكانية اللعب بوجود منافس يتحكم به الحاسوب أو بدونه. شهدت السباقات ظهور checkpoints، وسيارات تسير على الطريق، ومطاردات من الشرطة، مما أضفى على أسلوب اللعب طابعًا ديناميكيًا يشبه الواقع.
عملت شركة Electronic Arts على تطوير اللعبة بالتعاون مع مجلة السيارات الشهيرة Road & Track بهدف محاكاة سلوك المركبات بدقة، بما في ذلك تقليد أصوات ناقل الحركة عند تغيير السرعة. احتوت اللعبة على بيانات دقيقة لكل سيارة مع تعليق صوتي يوضح خصائصها، إلى جانب صور داخلية وخارجية بتصميم شبيه بالمجلات، بالإضافة إلى مقاطع فيديو قصيرة تستعرض السيارة.
صدر هذا الإصدار في البداية لمنصة 3DO، ثم نُقل لاحقًا إلى أنظمة تشغيل أخرى مثل MS-DOS وPlayStation وSega Saturn وWindows، مع إضافة حلبات وسيارات جديدة في نسخة 1996 التي حملت اسم “الإصدار الخاص Special Edition”. حققت اللعبة نجاحًا تجاريًا كبيرًا ونالت استحسان النقّاد، خصوصًا لما قدمته من واقعية في الرسومات والتفاصيل الصوتية والمرئية، مما جعلها اللبنة الأولى في سلسلة Need for Speed التي أصبحت لاحقًا واحدة من أشهر سلاسل ألعاب السباقات في العالم.
تُركّز تجربة اللعب في The Need for Speed على قيادة سيارات رياضية، من بينها نماذج نادرة وسيارات يابانية مستوردة. تضمنت نُسخة 3DO الأصلية ثلاث حلبات من نوع “نقطة إلى نقطة”، كل واحدة منها مقسّمة إلى ثلاث مراحل، بينما الإصدارات اللاحقة أضافت حلبات مغلقة إلى جانب الحلبات الأصلية، كما أُضيفت ثلاث حلبات إضافية في نسختي Saturn وPlayStation.
تظهر سيارات عادية تسير في الطرق خلال السباقات، ويجب على اللاعب تفاديها، كما تُعد مطاردات الشرطة جزءًا رئيسيًا من اللعب، حيث يُخالف اللاعب أو يُقبض عليه إذا لحقت به سيارة شرطة. في حال تلقى اللاعب ثلاث مخالفات يُقبض عليه، بينما في نسخة Saturn يُقبض عليه بعد مخالفتين فقط. وفي الإصدار الخاص، يمكن فتح وضع “الرالي” عبر إتمام البطولات أو باستخدام غش معين، حيث تصبح حركة السيارات أسرع وأقرب إلى أسلوب الأركيد، ويُضاف أيضًا طراز خيالي يُدعى Warrior PTO E/2 وهو سيارة رياضية تعمل بالطاقة النفاثة.
تُقدَّم كل سيارة في اللعبة -باستثناء Warrior- مع بيانات تفصيلية، وتاريخ، وتعليقات صوتية، ومقاطع فيديو حقيقية، وهي عناصر استمرت في بعض الإصدارات اللاحقة من السلسلة. كما تتوفر خاصية إعادة عرض السباق، مع إمكانية تغيير زوايا الكاميرا والتحكم في سرعة العرض والتنقل داخل الفيديو.
يتيح النمط الجماعي في اللعبة اللعب الثنائي وجهًا لوجه، بشرط توصيل جهازين عبر المودم. تحتوي اللعبة على ست حلبات أساسية (ثلاثة فقط في نسخة 3DO): City وCoastal وAlpine وRusty Springs وAutumn Valley وVertigo، وكل حلبة تمتاز ببيئة مختلفة، حيث تنقسم حلبات City وCoastal وAlpine إلى ثلاث مراحل، في حين أن البقية عبارة عن حلبات مغلقة. هناك أيضًا حلبة إضافية تُدعى Lost Vegas يمكن فتحها من خلال الفوز بجميع الحلبات السابقة في وضع البطولة، ويظهر علم صغير في زاوية صورة الحلبة داخل القائمة للدلالة على التقدم.
Screamer 1995
تبدأ لعبة Screamer بتقديم تجربة سباق تعتمد على نمط الآركيد الكلاسيكي، وهو النمط الذي كان شائعًا في ألعاب السباقات خلال تسعينيات القرن الماضي. تُعرض السباقات في حلبات مغلقة مصممة باستخدام نماذج متعددة الأضلاع مَكْسِيّة (texture mapped polygon-modelled)، مما يمنح اللعبة مظهرًا بصريًا متطورًا في زمنها.
تعتمد طريقة اللعب على المبالغة الحركية والمرئية، حيث تميل السيارة بوضوح إلى الجهة التي يتجه نحوها اللاعب عند الانعطاف بسرعات عالية، في حركة درامية تُبرز اتجاه القيادة. وعندما يصطدم اللاعب أو يفقد السيطرة، تُظهر اللعبة مشهدًا مصورًا لانقلاب السيارة وعودتها للاستقرار على عجلاتها، مما يعزز الطابع الحركي والانفعالي للسباقات.
تُوصف آليات التحكم بأنها تميل إلى الانزلاق أو “الدرفت”، مما يجعل التحكم في السيارة سلسًا لكنه يتطلب مهارة. يُوفّر نمط اللعب القياسي (The standard ‘arcade’ mode) سباقات تتكوّن من ثلاث لفّات ضد متسابقين يقودهم الذكاء الاصطناعي، ويكون الهدف هو الوصول إلى المركز الأول.
تحتوي اللعبة على عدة أنماط للعب، من بينها نمط اللعب العادي، ونمط البطولة، وأنماط خاصة، بالإضافة إلى إمكانية اللعب عبر الشبكة. ورغم أن الإصدار الأصلي الخاص بأنظمة MS-DOS لا يدعم اللعب عبر الإنترنت، إلا أن ميزة اللعب المحلي من خلال شبكة داخلية تظل متاحة.
يُتيح نمط البطولة للاعب خوض سلسلة من ست حلبات سباق، ويتم احتساب النقاط بناءً على ترتيب اللاعب في نهاية كل سباق. يبدأ اللاعب في دوري المبتدئين، ويُمنح فرصة التقدّم إلى مستويات أعلى كلما حقق مراكز متقدمة وجمع عددًا كافيًا من النقاط. يُضيف هذا التقدّم طابعًا تنافسيًا واستمرارية تُشجّع على إعادة اللعب والتطوّر في المهارة.
