أزمة جديدة تعصف بإسرائيل.. “المواهب” التكنولوجية تهرب من البلاد والإغراءات المالية فشلت في التصدي للظاهرة الخطيرة

أزمة جديدة تعصف بإسرائيل.. “المواهب” التكنولوجية تهرب من البلاد والإغراءات المالية فشلت في التصدي للظاهرة الخطيرة

أزمة جديدة تعصف بإسرائيل.. “المواهب” التكنولوجية تهرب من البلاد والإغراءات المالية فشلت في التصدي للظاهرة الخطيرة

القدس/ طارق عبدالعزيز/ الأناضول- أعلنت شركة “سايبرستارتس”، مؤخرا، إطلاق صندوق استثماري جديد بقيمة 300 مليون دولار، في محاولة لاحتواء هجرة الكفاءات المتزايدة من قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي، على خلفية تداعيات الحرب بقطاع غزة المستمرة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
و”سايبرستارتس” شركة إسرائيلية تأسست في 2018 على يد جيلي رعنان، الذي خدم سابقا في وحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية 8200، وتعد بمثابة صندوق رأس مال مغامر مختص في دعم شركات الأمن السيبراني الناشئة.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة “ذا تايمز أوف إسرائيل” العبرية الخاصة مساء الخميس، تأتي خطوة شركة “سايبرستارتس” في وقت يواجه فيه قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي تحديات غير مسبوقة، أبرزها مغادرة نحو 8 آلاف و300 من العاملين في هذا القطاع البلاد خلال الأشهر الماضية.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا العدد من العاملين المغادرين “يمثل 2.1 بالمئة من القوة العاملة في هذا القطاع الحيوي، ما أثار مخاوف بشأن تأثير ذلك على أحد أعمدة الاقتصاد الإسرائيلي وأهم مصادر إيراداته الضريبية”.
وأضافت أن الصندوق الجديد، الذي أطلق تحت اسم “صندوق سيولة الموظفين”، يحمل بعدا استراتيجيا يتمثل في تمكين موظفي الشركات الناشئة المدعومة من “سايبرستارتس” من بيع جزء من أسهمهم المستحقة مرة واحدة سنويا، دون الحاجة إلى مغادرة وظائفهم أو انتظار طرح عام أولي أو استحواذ.
وتهدف هذه الآلية إلى تعزيز ولاء الموظفين ومنع انتقالهم إلى الخارج، خصوصا في ظل ركود أسواق الطروحات العامة وتباطؤ عمليات التمويل خلال العامين الماضيين، نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة عالميا وتدهور البيئة الاقتصادية.
وقال رعنان، في تصريحات نقلتها الصحيفة: “لطالما كانت مهمتنا في سايبرستارتس رعاية وتحفيز المواهب منذ المراحل المبكرة وحتى التنفيذ، وابتكار أدوات جديدة لإبقائها ونموها داخل شركات محفظتنا الاستثمارية”.
وأضاف: “نأمل من خلال هذا الصندوق الجديد في خلق حافز حقيقي يتيح للموظفين الاستفادة المبكرة من نجاح شركاتهم، مع الحفاظ على التركيز على الرؤية بعيدة المدى”.
وربط التقرير بين إطلاق الصندوق الجديد وتداعيات الحرب المتواصلة على غزة منذ أكتوبر 2023، والتي أدت إلى استدعاء عدد كبير من موظفي الشركات الناشئة للخدمة الاحتياطية بالجيش الإسرائيلي، إضافة إلى نقص في الموارد البشرية والتمويل، خصوصا في الشركات الصغيرة.
ومنذ تأسيسها، جمعت سايبرستارتس، أكثر من مليار دولار عبر 6 صناديق، واستثمرت في 30 شركة ناشئة.
وبحسب “ذا تايمز أوف إسرائيل”، تشكل محفظة الشركة نحو 50 بالمئة من القيمة السوقية العالمية لشركات الأمن السيبراني الخاصة.
ومن بين أبرز الشركات الناشئة التي استثمرت فيها “سايبرستارتس” تبرز شركة “ويز”، الرائدة في مجال الأمن السحابي، والتي تخضع حاليا لعملية استحواذ من قبل شركة “غوغل” في صفقة ضخمة تقدر بنحو 32 مليار دولار.
وتشمل المحفظة أيضا شركة “سييرا”، المصنفة ضمن شركات اليونيكورن (الشركات التي تتجاوز قيمتها مليار دولار) إلى جانب شركة “نونيم سيكيوريت” المتخصصة في أمن واجهات التطبيقات.
كما استثمرت سايبرستارتس في شركة “بيونيك” للأمن السحابي، التي استحوذت عليها شركة “كراودسترايك” مقابل نحو 350 مليون دولار، فضلاً عن شركات أخرى بارزة مثل فايربلوكس وأكسيس للأمن السيبراني، والتي تم بيعها لاحقاً لشركة “هيوليت باكارد إنتربرايز”، وفق الموقع الإسرائيلي.
وسبق لرعنان، أن أسس شركتي “سانكتوم”، التي تم بيعها لشركة “آي بي إم”، و”إن لايرز” التي استحوذت عليها شركة “إي إم سي” مقابل 50 مليون دولار في عام 2006.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: