
جدار مدريد يحترق.. هل يلعب كوناتي دور رجل الإطفاء؟
مدريد- متابعات- في أعقاب الخسارة المذلة 4-0 أمام باريس سان جيرمان في نصف نهائي كأس العالم للأندية، باتت الأزمة الدفاعية لريال مدريد واضحة للعيان.
وأثارت الأخطاء الكارثية التي ارتكبها الثنائي أنطونيو روديجر وراؤول أسينسيو، إلى جانب الأداء المخيب في مواجهات أخرى أمام فرق مثل الهلال السعودي وباتشوكا المكسيكي، تساؤلات جدية حول جاهزية خط الدفاع لمواجهة تحديات الموسم.
ومع اعتماد المدرب تشابي ألونسو على خطة 5-3-2 في بعض المباريات، التي تتطلب 3 مدافعين مركزيين يتمتعون بالقوة والثبات، يبرز اسم إبراهيما كوناتي، مدافع ليفربول، كمرشح مثالي لإعادة التوازن والصلابة إلى دفاع ريال مدريد.
جذور المشكلة
كشفت مباراة باريس سان جيرمان عن هشاشة دفاعية غير مسبوقة لريال مدريد، فقد ظهر أنطونيو روديجر، الذي كان يُعتبر ركيزة أساسية في الدفاع، مترددًا وبطيئًا، بينما وقع راؤول أسينسيو في أخطاء فادحة أثرت على مجريات اللقاء منذ الدقائق الأولى.
هذه الأخطاء لم تقتصر على تلك المباراة، بل امتدت إلى مواجهات أخرى، حيث بدا أسينسيو غير ناضج تكتيكيًا أمام فرق مثل الهلال وباتشوكا، وتسبب في ركلة جزاء ساذجة في المباراة الأولى، وتعرض للطرد بعد 7 دقائق فقط في الثانية.
إضافة إلى ذلك، يعاني إيدير ميليتاو ودافيد ألابا من إصابات متكررة، أبرزها إصابات البرازيلي المزدوجة بالرباط الصليبي، ما يثير الشكوك حول قدرتهما على استعادة مستواهما السابق.
في هذا السياق، يبرز دين هويسن كمدافع وحيد قادر على تحمل الضغط العالي، لكنه لا يمكنه بمفرده سد الفجوات في خط الدفاع، وهنا يأتي دور إبراهيما كوناتي.
ويمتلك المدافع الفرنسي البالغ من العمر 26 عامًا، والذي أثبت جدارته في الدوري الإنجليزي الممتاز مع ليفربول، مزيجًا من القوة البدنية، والسرعة، والقدرة على قيادة خط الدفاع.
ويتمتع كوناتي، الذي ساهم في تتويج ليفربول بلقب البريميرليج، بخبرة المباريات الكبرى، ما يجعله خيارًا ممتازًا لتلبية متطلبات ألونسو في بناء دفاع قوي ومرن.
لتقييم مدى جدوى ضم كوناتي، يتعين مقارنته بأنطونيو روديجر، أحد أعمدة دفاع ريال مدريد الحاليين.
فيما يخص التدخلات، ووفقًا لإحصائيات موقع “أوبتا” الخاصة بالموسم الماضي، يتفوق كوناتي بنسبة نجاح 63.4% مقارنة بـ 61.5% لروديجر، ما يعكس قدرته على قطع الكرة بدقة أكثر في اللحظات الحرجة.
أما في جانب التشتيتات، فقد سجل كوناتي 138 تشتيتًا للكرة، منها 71 بالرأس، بينما بلغت أرقام روديجر 117 تشتيتًا و70 بالرأس، وهو ما يظهر تفوقًا طفيفًا للمدافع الفرنسي في الدفاع الجوي، وهي ميزة حاسمة أمام الفرق التي تعتمد على العرضيات.
وفي المواجهات الفردية، يتفوق كوناتي بقوة بنسبة نجاح 65.9% مقارنة بـ 57.1% لروديجر، ما يؤكد قدرته على التغلب على المهاجمين في التحديات المباشرة بفعالية أكبر.
ومع ذلك، يعاني كوناتي من ضعف نسبي في الاعتراضات، حيث سجل 18 اعتراضًا فقط، مقارنة بـ 11 لروديجر، مما يشير إلى أن كلاهما يعتمد بشكل أكبر على التدخلات المباشرة والقوة البدنية بدلاً من التوقع الدفاعي.
ومن الناحية الفنية، يتمتع كوناتي بميزة السرعة التي تراجعت لدى روديجر بسبب مشاكل الركبة، ما جعل الألماني يعاني في مواجهات سريعة مثل الكلاسيكو.
ويجمع كوناتي بين القوة البدنية والسرعة، ما يجعله خيارًا مثاليًا للتعامل مع المهاجمين المراوغين والسريعين.
علاوة على ذلك، تتجلى الروح القتالية لكوناتي في استمتاعه بالتحديات الدفاعية، وهي سمة تشبه أسلوب روديجر ولكن مع طاقة شبابية أكبر، ما يجعله بديلاً مثاليًا لتجديد دماء خط دفاع ريال مدريد.
كوناتي في رؤية ألونسو
يعتمد تشابي ألونسو في بعض المباريات على خطة 5-3-2 التي تتطلب مدافعين مركزيين قادرين على تحمل الضغط العالي، والمساهمة في بناء الهجمات، والتعامل مع الهجمات المرتدة.
وفي هذا الصدد، يتمتع كوناتي بخبرة واسعة في اللعب تحت الضغط مع ليفربول، مما يجعله مناسبًا تمامًا لفلسفة ألونسو.
وسيمنح انضمام كوناتي الفريق مرونة تكتيكية، حيث يمكن أن يشكل ثلاثيًا دفاعيًا قويًا مع دين هويسن، الذي أثبت جدارته كمدافع موثوق، وروديجر أو ميليتاو، بينما يمكن أن يبقى أسينسيو كبديل احتياطي يكتسب الخبرة تدريجيًا.
كما أن وجود كوناتي سيسمح بإعادة أوريلين تشواميني إلى مركزه الأصلي في خط الوسط، بعد أن اضطر ألونسو لاستخدامه كمدافع في بعض المباريات بسبب النقص العددي.
وستساعد سرعة كوناتي إلى جانب قوته، في زيادة قدرة ريال مدريد على مواجهة الفرق التي تعتمد على الهجمات السريعة، ما يعزز الاستقرار الدفاعي.
التحديات المالية والمخاطر
على الرغم من الجدوى الفنية الواضحة لضم كوناتي، تواجه الصفقة تحديات مالية ولوجستية.
ويطالب ليفربول بمبلغ 50 مليون يورو، بينما يرغب ريال مدريد في دفع مبلغ أقل بكثير (20-25 مليون يورو وفقًا لبعض التقارير).
هذا الخلاف قد يؤخر الصفقة أو يدفع ريال مدريد إلى انتظار انتهاء عقد كوناتي في 2026 لضمه مجانًا، وهو خيار محفوف بالمخاطر مع اهتمام أندية مثل باريس سان جيرمان.
إضافة إلى ذلك، قد يتطلب ضم كوناتي قرارات صعبة بشأن ألابا أو ميليتاو، خاصة أن كوناتي يشترط أن يكون لاعبًا أساسيًا، ما قد يعني رحيل أحد المدافعين الحاليين، مثل ألابا الذي لم يعد في خطط ألونسو.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: