
في ظل سبات جماعي للمجالس المنتخبة، وغياب تام لأي حسّ استعجالي، برز دور رجال السلطة، وعلى رأسهم والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، يونس التازي، كصمام أمان أنقذ مدينة طنجة من الانهيار التام وهي على مشارف احتضان آلاف الزوار بمناسبة كأس أمم إفريقيا و كأس العالم 2030.
فلو تُركت الأمور لأيدي المنتخبين فقط، لظلت الطرق محفّرة، والإنارة غائبة، والأوراش مجمدة، والمرافق في حالة بائسة لا تشرّف مدينة بحجم مدينة طنجة.
هؤلاء المنتخبون، سواء في مجلس الجهة أو الجماعة أو في المقاطعات، أثبتوا في كل محطة أنهم جزء من المشكل وليسوا جزءًا من الحل، شعاراتهم الانتخابية تحولت إلى صدى باهت في قاعات الاجتماعات، دون أثر على الأرض.
في المقابل، تحرك الوالي التازي بحسّ رجل دولة، وبلغة الإنجاز لا الانتظار. أطلق سلسلة من الاجتماعات الميدانية، وتتبع دقيق لمشاريع التهيئة، وتدخل شخصيًا في ملفات معطلة، واستعمل كل الصلاحيات التي يتيحها له القانون لتسريع وتيرة العمل، لم يعد هناك وقت للوعود، طنجة على موعد مع التاريخ، والتاريخ لا يرحم.
إن مدينة مثل طنجة، بقيمتها الجيوسياسية والاقتصادية، تستحق أكثر من مجرد مجالس تستهلك الزمن في المهاترات والمصالح الضيقة.
فعاصمة البوغاز، نحتاج لقيادات ميدانية، ومشاريع تُنجز لا تُؤجل، و والي الجهة فهم هذا المعطى جيدًا، وتصرّف وفقه.
وها نحن اليوم نرى الفرقة: حركية في الشوارع، إصلاحات في المرافق، إعادة الاعتبار لأحياء كانت منسية، وأوراش تنموية تليق بمدينة بمواصفات عالمية، كل هذا، لا فضل فيه لأي منتخب صامت أو غائب أو مشغول بحساباته.
الرسالة واضحة: لو لم يتحرك الوالي، لبقيت طنجة في مكانها.