
منار عيسى
في واقعة تثير الكثير من التساؤلات حول دور الذكاء الاصطناعي في عالم الفن، قام روبوت بشري يُدعى “Ai-Da” برسم لوحة فنية جديدة تجسد الملك تشارلز الثالث، في خطوة اعتبرها البعض مزيجًا بين الإبداع التكنولوجي والجدل الفني.
الروبوت Ai-Da، الذي صُمم ليحاكي القدرات البشرية في الرسم والتعبير، استخدم خوارزميات متقدمة لتحليل مئات الصور للملك تشارلز، إلى جانب دراسة تعابير وجهه ومميزاته الشخصية، ليقوم برسم لوحة فنية كاملة دون أي تدخل بشري مباشر. اللوحة نُشرت لأول مرة ضمن فعالية فنية خاصة أقيمت في لندن، وحملت توقيع الروبوت ذاته.
وقالت صوفي كامبيون، المتحدثة باسم المشروع، إن الهدف من هذه التجربة لم يكن فقط إبهار الجمهور بقدرات الروبوت، بل أيضًا إثارة النقاش حول مكانة الذكاء الاصطناعي في الفنون، وأضافت: “هل يُمكن اعتبار العمل الفني الذي يصنعه روبوت شيئًا ذا قيمة فنية حقيقية؟ أم أن غياب المشاعر والتجربة الإنسانية يسلب الفن روحه؟”
من جهته، علّق الفنان آيدان ميلر، أحد المشرفين على تطوير الروبوت، بأن Ai-Da لا “تشعر” بما ترسمه، لكنها قادرة على إنتاج أعمال فنية متقنة تُحاكي ما يفعله الفنانون البشر. وأضاف: “هذه التجربة تفتح أبوابًا جديدة في العلاقة بين الفن والتكنولوجيا”.
لكن هذه التجربة أثارت أيضًا قلق البعض من تأثير الذكاء الاصطناعي على الفنانين التقليديين، خاصة في ظل التوسع السريع لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل التصميم، الكتابة، والموسيقى.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من الاستخدام غير المنضبط للذكاء الاصطناعي، حيث يُطالب الكثيرون بسن قوانين تنظيمية تحمي حقوق المبدعين وتحفظ المساحات الإنسانية في الإبداع.
وفيما يظل الجدل قائمًا، فإن لوحة Ai-Da تُجسد لحظة فارقة في التاريخ الفني، حيث لم تعد فرشاة الرسم حكرًا على يد بشرية، بل أصبحت أيضًا في متناول أذرع معدنية تحمل في طياتها خوارزميات معقدة… وسؤالًا مفتوحًا: من هو الفنان الحقيقي؟