
الطاقة الشمسية ستغطي 29% من الطلب على الكهرباء بحلول 2040
تسعى اليابان إلى إحداث تحول كبير في مشهد الطاقة لديها عبر الاستثمار المكثّف في تكنولوجيا الألواح الشمسية فائقة الرقة والمرونة المصنوعة من مادة «بيروفسكايت»، وذلك بهدف تقليل اعتمادها على الصين في قطاع الطاقة المتجددة، وتحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وتُعدّ هذه التقنية واعدة بشكل خاص في بلد مثل اليابان، الذي يعاني ندرة الأراضي المسطحة اللازمة لمحطات الطاقة الشمسية التقليدية، إذ يمكن تركيب الألواح المرنة الجديدة على الأسطح غير المستوية والمنحنية، ما يجعلها مثالية للبيئة الجغرافية الجبلية التي تغطي نحو 70% من أراضي البلاد.
ورغم أن هذه الألواح تحتوي على مادة الرصاص السامة، وتتمتّع بكفاءة طاقة وعمر افتراضي أقل مقارنة بنظيرتها المصنوعة من السيليكون، فإن الحكومة اليابانية تعتبرها ركيزة رئيسية في خطتها للتحول الطاقي وتعزيز الأمن الصناعي.
وفي هذا السياق، منحت طوكيو شركة «سيكيسوي كيميكال» دعماً حكومياً قدره مليار دولار لبناء مصنع قادر على إنتاج ألواح بيروفسكايت بقدرة 100 ميجاوات بحلول عام 2027، وهي كمية تكفي لتغذية 30 ألف منزل بالكهرباء.
وتهدف اليابان إلى تركيب ألواح تولد 20 جيجاوات من الطاقة بحلول 2040، ما يعادل قدرة نحو 20 مفاعلاً نووياً، بحسب ما نقلته شبكة “سي إن إن” الأمريكية.
ويقول وزير الصناعة يوجي موتو إن هذا التوجه «هو أفضل ورقة تملكها اليابان لتحقيق إزالة الكربون والحفاظ على التنافسية الصناعية»، مؤكداً ضرورة «نجاح هذا التحول بأي ثمن».
وتتطلع طوكيو إلى أن تغطي الطاقة الشمسية، بما فيها ألواح البيروفسكايت والسيليكون، نحو 29% من الطلب على الكهرباء بحلول 2040، مقارنة بما قدره 9.8% فقط عام 2023.
ويرى هيروشي سيجاوا، البروفيسور المتخصص في تقنيات الطاقة الشمسية بجامعة طوكيو، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، في هذه التقنية فرصة لتعزيز أمن الطاقة الوطني والاعتماد على الذات في إنتاج وتثبيت الألواح داخل البلاد، ويشير إلى إمكانية الوصول إلى طاقة إنتاجية تبلغ 40 جيجاوات من هذه الألواح خلال 15 عاماً.
وتُستخدم الألواح الجديدة بالفعل في عدة مشروعات، منها تغطية مبنى من 46 طابقاً في طوكيو سينتهي العمل فيه بحلول 2028، كما تخطط مدينة فوكوكا لتثبيتها على قبة ملعب بيسبول، وتعمل شركة باناسونيك على دمج الألواح في نوافذ الأبنية الزجاجية.
ورغم التحديات البيئية والاقتصادية المرتبطة بالتخلص من الرصاص وكفاءة الألواح، فإن التطور السريع في التكنولوجيا يبعث على التفاؤل، إذ باتت بعض النماذج التجريبية تقترب من أداء ألواح السيليكون، مع وعود بزيادة العمر الافتراضي إلى 20 عاماً قريباً.
وفي ظل سعي اليابان لتقديم نموذج رائد في استخدام الطاقة المتجددة، يرى خبراء وفقاً لوكالة “فرانس برس”، أن النجاح في توطين تكنولوجيا البيروفسكايت قد يفتح الباب أمام انتشارها عالمياً، ويسهم في تسريع وتيرة التحول الطاقي على مستوى العالم.