روسيا تعلن قصف مواقع “عسكرية” في أوكرانيا ردا على هجمات كييف الأخيرة وزيلينسكي يدعو حلفاءه إلى الرد “بشكل حاسم”.. وزعيم كوريا الشمالية يتعهد تقديم “دعم غير مشروط” لموسكو

روسيا تعلن قصف مواقع “عسكرية” في أوكرانيا ردا على هجمات كييف الأخيرة وزيلينسكي يدعو حلفاءه إلى الرد “بشكل حاسم”.. وزعيم كوريا الشمالية يتعهد تقديم “دعم غير مشروط” لموسكو

روسيا تعلن قصف مواقع “عسكرية” في أوكرانيا ردا على هجمات كييف الأخيرة وزيلينسكي يدعو حلفاءه إلى الرد “بشكل حاسم”.. وزعيم كوريا الشمالية يتعهد تقديم “دعم غير مشروط” لموسكو

 

كييف (أوكرانيا) ـ سيول ـ (أ ف ب) – قال الجيش الروسي الجمعة إنه شن هجوما “ضخما” بصواريخ وطائرات مسيّرة على أوكرانيا “ردا” على الهجمات الأخيرة التي نفّذتها كييف على أراضيها.
وأوضحت وزارة الدفاع في موسكو “ردا على الأعمال الإرهابية التي ارتكبها نظام كييف، شنت القوات الروسية خلال الليل ضربة ضخمة باستخدام أسلحة جوية وبحرية وبرية عالية الدقة بعيدة المدى بالإضافة إلى مسيّرات هجومية” مضيفة أنها استهدفت مواقع “عسكرية” أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص وفق أوكرانيا.
وقال الكرملين الجمعة إن النزاع في أوكرانيا “قضية وجودية” بالنسبة إلى روسيا وإن هجومها سيقرر “مستقبل” البلاد، بعدما شبه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحرب بين موسكو وكييف بشجار طفلين.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مؤتمر صحافي “بالنسبة إلينا إنها قضية وجودية، قضية تتعلق بمصلحتنا الوطنية وأمننا ومستقبلنا ومستقبل أطفالنا وبلدنا”.
وقصفت القوات الروسية أوكرانيا بكثافة ليل الخميس الجمعة بواسطة أكثر من 400 طائرة مسيّرة و40 صاروخا بالستيا، على ما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي دعا حلفاءه إلى التحرك “بشكل حاسم” إزاء هذه الضربات التي أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل في العاصمة كييف.
وأعلنت كييف أيضا أنها قصفت “بنجاح” مطارين عسكريين روسيين خلال الليل.
وأفيد عن تعرّض أكثر من منطقة أوكرانية لضربات متعددة، لا سيما في الغرب، بعيدا من الجبهة، بعد أيام قليلة من الهجمات التي شنتها أوكرانيا بمسيرات على قواعد جوية روسية.
وكتب زيلينسكي على مواقع التواصل الاجتماعي “يجب محاسبة روسيا. منذ الدقائق الأولى لهذه الحرب، قصفت مدنا وقرى لتدمير أرواح”.
وأضاف الرئيس الأوكراني “الآن هو الوقت الذي يمكن فيه أميركا وأوروبا والعالم وقف هذه الحرب من خلال الضغط على روسيا”.
أما وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا فرأى في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي أن الهجوم الروسي الليلي على المدنيين “يُظهر مجددًا ضرورة زيادة الضغط الدولي على موسكو في أسرع وقت ممكن”.
وأفاد رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو عبر تليغرام بأن “أربعة أشخاص تأكد مقتلهم في العاصمة”، بعدما أشار بدايةً إلى مقتل 4 اشخاص وإصابة 20 آخرين، نُقل 16 منهم إلى المستشفيات.
وفي وقت سابق قالت أجهزة الطوارئ إن كييف تتعرض “لهجوم بمسيّرات وصواريخ بالستية” يطال أحياء عدة في المدينة.
وذكر المصدر نفسه أن من بين الأضرار التي أُبلغ عنها إثر الانفجارات وتساقط الأنقاض، اندلاع حريق في مبنى سكني.
وأفادت السلطات المدنية والعسكرية في العاصمة بتضرر خطوط قطارات أنفاق جراء القصف الروسي.
وأشارت شركة السكك الحديد الوطنية من جهتها إلى وقوع أضرار في المنطقة ما يؤثر على حركة القطارات الوافدة إلى ضاحية كييف الجنوبية.
وخارج العاصمة، طال قصف روسي واسع النطاق مناطق عدة.
ففي لوتسك في غرب البلاد قرب الحدود مع بولندا “دمر هجوم واسع بمسيّرات وصواريخ” مبنى سكنيا “بشكل جزئي” ما أدى إلى وقوع خمسة جرحى على ما أفاد قائد الإدارة العسكرية في المنطقة إيفان رودنيتسكي عبر تلغرام.
وفي الغرب أيضا تعرضت منطقة ترنوبيل “لهجوم جوي هو الأوسع حتى الآن” مع “ضربات عدة” على ما قال قائد الإدارة العسكرية للمنطقة فياتشيسلاف نيغودا. وأفاد لاحقا بوقوع خمسة جرحى.
وقال رئيس بلدية ترنوبيل سيرغي نادال إن “مرافق صناعية ومنشآت” أصيبت. واشار إلى أن “التيار الكهربائي انقطع في بعض أجزاء ترنوبيل، فيما انخفض ضغط إمدادات المياه بسبب انقطاع التيار الكهربائي”.
وعلى ضفاف نهر دنيبرو في وسط أوكرانيا،”أُسقطت ثلاثة صواريخ روسية و22 طائرة مسيرة”، على ما أعلن حاكم منطقة تشيركاسي إيغور تابوريتز الذي قال إن الغارات لم تُسفر عن وقوع إصابات.
– حوادث قطارات –
وفي روسيا، قال رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين إن العاصمة تعرضت لهجمات من عشر مسيّرات أوكرانية خلال الليل.
وقد أغلقت موقتا ثلاث مطارات في المدينة على ما أفادت وكالة النقل الجوي التي رفعت بعد ذلك القيود على حركة الملاحة.
في المقابل، أفادت هيئة أركان الجيش الأوكراني في بيان بأن الجيش شن ضربات أصابت ثلاثة مخازن للوقود في قاعدة إنغلز بمنطقة ساراتوف، وطالت كذلك قاعدة دياغيليفو في منطقة ريازان.
وأوحى تصعيد المعارك بأن لا مؤشرات إلى أي تهدئة بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء الغزو العسكري الروسي الواسع النطاق، رغم دعوات أوكرانيا والغرب إلى وقف فوري لإطلاق النار، وضغوط الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإجراء مفاوضات وإنهاء الحرب،
وباشرت روسيا غزو أوكرانيا في شباط/فبراير 2022 وباتت تسيطر على حوالى 20 % من أراضيها، من بينها شبه جزيرة القرم التي ضمتها قبل ذلك في العام 2014.
ونبّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إثر اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء من أن موسكو تعتزم الرد على الهجوم الأوكراني الواسع الذي استهدف طائرات حربية روسية في نهاية الأسبوع الفائت على بعد آلاف الكيلومترات من حدودها.
كذلك اتهمت موسكو كييف الثلاثاء بالوقوف وراء تفجيرات طالت جسورا في مناطق روسية محاذية للحدود في نهاية الاسبوع الفائت وتسبب بخروج قطار ركاب وقطار شحن وقطار مراقبة عن السكة، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص، معتبرة أن هدفها تقويض مباحثات السلام بين البلدين.
وأفادت شركة السكك الحديد الروسية بأن قاطرة خرجت عن سكتها ليل الخميس الجمعة في منطقة بيلغورود الروسية، الواقعة عند الحدود مع أوكرانيا، من دون وقوع أي إصابات. وأوضح حاكم المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف عبر تليغرام أن “عبوة ناسفة كانت مزروعة تحت السكة”.
أما على المستوى الدبلوماسي، فلم تُتِح جولتا مفاوضات في إسطنبول تقريب وجهات النظر بين كييف وموسكو في شأن التوصل إلى هدنة بينهما تدفع إليها واشنطن.
وخلال الاجتماع الثاني الذي عُقد الاثنين، بوساطة تركية، قدم الوفد الروسي قائمة مطالب للأوكرانيين، تطالب بـ”انسحاب كامل” للجيش الأوكراني من أربع مناطق أعلنت موسكو ضمها، وبـ “حياد” أوكرانيا التي تسعى للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وندّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء بهذه الشروط ، معتبرا أنها “إملاءات” غير مقبولة.
وطالب المستشار الألماني فريدريش ميرتس خلال زيارته واشنطن الخميس بممارسة “مزيد من الضغط على روسيا” لدفعها إلى إنهاء الحرب.
ولم تؤد الجهود الدبلوماسية سوى إلى الإعلان عن أن أوكرانيا وروسيا ستجريان في نهاية هذا الأسبوع عملية تبادل جديدة لـ 500 أسير حرب من كل جانب، بعدما سبق أن تبادلتا ألف أسير من كل جانب في أيار/مايو الفائت. كذلك اتفقت كييف وموسكو على تبادل جثث آلاف العسكريين.

كيم يتعهد تقديم “دعم غير مشروط” لروسيا في حربها في أوكرانيا
 
ومن جهته تعهّد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون تقديم “دعم غير مشروط” لروسيا في كل المجالات، بما في ذلك في الحرب التي تخوضها في أوكرانيا منذ ثلاث سنوات، وأعرب عن ثقته في أن موسكو “ستنتصر” في الصراع، بحسب ما أعلنت بيونغ يانغ.
واستقبل كيم في بيونغ يانغ الأربعاء سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو الذي كان يقوم بزيارته الثانية إلى العاصمة الكورية الشمالية في أقل من ثلاثة أشهر.
وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إنّ كيم أبلغ شويغو بأنّ بيونغ يانغ “ستقدّم دعما غير مشروط لموقف روسيا وسياساتها الخارجية في كل القضايا السياسية الدولية الحاسمة، بما في ذلك القضية الأوكرانية”.
وأضافت أنّ الزعيم الكوري الشمالي “أعرب عن ثقته وتفاؤله بأنّ روسيا، كعادتها، ستحقّق النصر الحاسم في سبيل العدالة”.
كما اتفق الجانبان على “مواصلة توسيع العلاقات بشكل ديناميكي”، بحسب المصدر نفسه.
وتوضح الزيارة التي قام بها شويغو، وزير الدفاع الروسي السابق، لكوريا الشمالية التقارب المتزايد بين موسكو وبيونغ يانغ.
وعزّزت موسكو وبيونغ يانغ تعاونهما العسكري في السنوات الأخيرة، وقد قدّمت كوريا الشمالية لحليفتها روسيا عتادا وعديدا لدعمها في حربها ضدّ أوكرانيا.
ووقّع البلدان اتفاق دفاع مشترك خلال زيارة نادرة قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كوريا الشمالية العام الماضي.
ومجلس الأمن الروسي هو هيئة استشارية رئيسية تجتمع بانتظام برئاسة الرئيس فلاديمير بوتين وقد سبق له أن أعلن أنّ شويغو سيبحث في بيونغ يانغ “تنفيذ بنود معيّنة” من معاهدة الشراكة بين روسيا وكوريا الشمالية وسيشارك كذلك في تكريم “المقاتلين الكوريين الذين شاركوا في تحرير منطقة كورسك”.
ونجح الجيش الأوكراني في احتلال جزء صغير من منطقة كورسك في هجوم خاطف شنّه في صيف 2024، لكنّ الجيش الروس تمكّن بمؤازرة من القوات الكورية الشمالية من استعادة السيطرة على هذه المنطقة بالكامل في نيسان/أبريل 2025.
وقال النائب الكوري الجنوبي لي سيونغ-كويون نقلا عن جهاز الاستخبارات في البلاد، إن حوالى 600 جندي كوري شمالي قتلوا فيما أصيب آلاف آخرون في القتال.
وفي نيسان/أبريل، أكدت بيونغ يانغ لأول مرة نشرها قوات على الجبهة الأوكرانية إلى جانب الجيش الروسي.
واتهمت كوريا الجنوبية كوريا الشمالية المسلحة نوويا بإرسال شحنات كبيرة من الأسلحة، بما في ذلك صواريخ، إلى روسيا لدعم مجهودها الحربي.
وأعربت الولايات المتحدة التي تسعى دون جدوى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، عن قلقها بعد زيارة شويغو.
وحذر المتحدث باسم الخارجية الأميركية تومي بيغوت خلال إحاطة صحافية من أن “الانتشار العسكري لكوريا الشمالية في روسيا، وأي دعم تقدمه روسيا الاتحادية لجمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية في المقابل، يجب أن ينتهي”.
– تصريحات “متهورة” لماكرون –
وعقد الاجتماع بين كيم جونغ أون وسيرغي شويغو في يوم تنصيب الرئيس الكوري الجنوبي الجديد لي جاي-ميونغ الذي تعهد في خطابه مد اليد لكوريا الشمالية التي لا تزال بلاده في حالة حرب معها رسميا.
وأفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، بتنصيب الزعيم الجديد للدولة المجاورة بسطرين.
ونشرت أيضا الخميس مقالا ينتقد بشدة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بسبب تصريحاته “المتهورة” بشأن علاقات بيونغ يانغ وموسكو.
وقال ماكرون الجمعة في مؤتمر حوار شانغريلا للدفاع والأمن في سنغافورة “إذا كانت الصين لا تريد أن ينخرط حلف شمال الأطلسي في جنوب شرق آسيا أو آسيا، فيجب عليها منع كوريا الشمالية من الانخراط في الأراضي الأوروبية”، في إشارة إلى الجنود الكوريين الشماليين الذين أرسلوا للقتال إلى جانب روسيا ضد أوكرانيا.
وفي مقال نشرته الوكالة الكورية الشمالية، وصف محلل الأمن الدولي الكوري الشمالي تشوي جو هيون هذه التصريحات بأنها “تفاهات صادمة”.
وكتب “يخطئ ماكرون إذا كان يعتقد أنه يستطيع التستر على النيات العدوانية والخبيثة لحلف شمال الأطلسي في وضع أحذيته العسكرية القذرة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بمهاجمة العلاقات التعاونية بين جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية وروسيا”.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: